الصورة التي أظهرت مواطنا جزائريا يقبل يد الرئيس الفرنسي
فرانسوا هولاند، وانفردت "الشروق" بنشرها، بفضل مصورها الزميل جعفر سعادة،
الذي حرصت عدسة كاميرته على تصوير كل مراحل اللقطة، من بداية استعداد
الساسي حمزة لاختراق الحراسة، والوصول إلى الرئيسين، وصولا إلى اللقطة
"الصادمة"، أين رسم قبلة مطولة على يد هولاند. يعود المصور الصحفي جعفر
سعادة إلى كواليس اللقطة "المخزية" في هذا الحوار..وسط حشود الجماهير كيف استطعت رصد مقبل يد الرئيس الفرنسي؟ أولا المسألة متعلقة بالحظ الذي كان حليفي بنسبة 90
بالمائة، وثانيا التسهيلات التي تلقيتها من طرف الحرس الخاص لرئيس
الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذين مكنوني من التقرب من الرئيس بالرغم
من الحشود الإعلامية التي ضمت أكثر من 20 مصورا وصحفيا من مختلف وسائل
الإعلام المكتوبة والسمعية والبصرية، الدولية والمحلية.
.هل قام بحركات أو تصرفات أوحت لك أنه سيقوم بهذه الخطوة؟نعم، الساسي حمزة، هيئته وتصرفاته كانت غريبة، وكانت توحي أنه
يريد مصافحة هولاند أو بوتفليقة مهما كلفه الثمن، بدليل أنني لمحته ينادي
بهتافات وسط حشود جماهيرية كبيرة قبل أن يصل الرئيسان إلى شارع الشهيد عسلة
حسين بالعاصمة، وهذا ما جلب انتباهي وجعلني أطلب من الحارس المقرب للرئيس
أن أبقى قرب صاحب "القبلة". وكانت المفاجأة كبيرة لي.
.باعتبارك كنت شاهدا على اللقطة، كيف كانت ردة فعل هولاند والرئيس بوتفليقة؟وأنا في موقع الحدث استغربت كثيرا من تصرف الجزائري، الذي أقدم
على تقبيل يد الرئيس الفرنسي وأطال في القبلة، وهو الأمر الذي لاقى
استحسانا كبيرا حين بدا هولاند مستمتعا للغاية، وعلامات الرضا والسرور
بادية على ملامح وجهه، وهو ما توحيه الصور التي تبين أن هولاند لم يسحب يده
وتركها بين شفاه الساسي حمزة فترة من الزمن، ولولا الجماهير لالتهم يد
هولاند. غير أن الرئيس بوتفليقة لم ينتبه لتصرف الجزائري لانشغاله بمصافحة
المواطنين الذين التفوا حوله لتهنئته، غير أنني انتظرت أن يقبل الساسي يد
رئيس الجمهورية لكنه اكتفى بمصافحته.
.ماذا قال مقبل يد هولاند بالضبط حين هم بتقبيل يده؟لم أسمع بالضبط ما قاله، لكنه كان يصرخ بقوة، وسط هتافات يصعب
فهمها لكثرة المواطنين والضجيج، لأنني حينها، كانت أنظاري متجهة إلى الرئيس
الفرنسي الذي كان يبدو وكأنه يستفز الجزائريين بتلك اللقطة والساسي حمزة
منحه الفرصة.
.هل لاحظت استياء المحيطين به من المواطنين؟لمست استياء كبيرا بدليل رفضهم لهذا لتصرف، حيث قاموا بجلبه بقوة
من الخلف ليحولوا دون هذا التصرف الذي اعتبروه إهانة للجزائر والجزائريين
والشهداء الأبرار.
.بعد مغادرة هولاند كيف تصرف ساسي حمزة؟ شخصيا لم أصدق ما شاهدت، بقيت برهنة من الزمن أتمعن في آلتي
الفوتوغرافية وأكثر من 12 صورة متتالية التقطتها، لأني بقيت تحت تأثير
الصدمة والتأكد أن الصور فعلا حقيقية، فتيقنت حقا أنه كان مصرا على تقبيل
يده بإلحاح شديد، وقبلها بارتياح شديد وبحب كبير، ولولا تدخل الجماهير
الذين سحبوه من الخلف لما ترك يده.
.بعد حصولك على الصور المنفردة هل اتصلت بك وكالات دولية؟نعم تلقيت اتصالا هاتفيا من إحدى الوكالات الدولية، وطلبت مني
مجموعة من الصور بالحجم الحقيقي ليتم نشرها، لكني لم أدخل في تفاوض معها
ورفضت، لأن المسألة تمس بالدرجة الأولى بلدي وكرامة مليون ونصف مليون شهيد
استشهدوا من أجل جزائر حرة مستقلة، وتخوفي أن يصل من استغلال الصور لأغراض
أخرى، ثانيا أني أعمل بجريدة "الشروق" ومرتبط بصور حصرية.
.قال الساسي، حسب وسائل الإعلام، ومقاطع "اليوتوب" إنه لم يقصد تقبيل يد هولاند ولكنه جمع الأيدي وقبلت اليد النظيفة بماذا ترد؟يوجد
تناقض في تصريحاته وما زاد الطين بلة: كيف يمكن له أن يجمع الأيدي في ظرف
قصير والتدافع بين الجماهير لمصافحة رئيس الجمهورية؟ من المستحيل تقبيل
مجموعة أياد في مكان واحد
